في خطوة مبتكرة تهدف إلى تحسين حركة المرور في المدن الكبرى وتقليل الازدحام، أطلقت شركة جوجل مشروعًا طموحًا يُدعى 'مشروع الضوء الأخضر'. هذا المشروع يهدف إلى تحسين تدفق حركة المرور عند التقاطعات الحضرية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويُعتبر جزءًا من جهود جوجل في تعزيز الاستدامة وتقليل تأثيرات تغير المناخ.
أهمية مشروع الضوء الأخضر
مشروع الضوء الأخضر
تسهم حركة المرور الحضرية بشكل كبير في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وذلك بسبب التوقف والانطلاق المتكرر عند التقاطعات. تتطلب معالجة هذه المشكلة حلولًا فعالة تتجاوز الطرق التقليدية مثل أجهزة القياس المكلفة أو الإحصاءات اليدوية، وهو ما يسعى مشروع الضوء الأخضر لتحقيقه. يُعتبر هذا المشروع حلاً مبتكرًا يستفيد من البيانات الضخمة لتحسين إدارة إشارات المرور، ما يساهم في تقليل أوقات الانتظار، تخفيف الازدحام، وتقليل استهلاك الوقود.
كيف يعمل مشروع الضوء الأخضر؟
يوظف مشروع 'الضوء الأخضر' الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات حركة المرور. يتم ذلك عبر نموذج متقدم يعالج معلمات إشارات المرور مثل طول الدورة، أوقات الانتقال، وتقسيم الألوان. يستفيد النظام من بيانات خرائط جوجل لتطوير نماذج تحليلية تتناول أنماط المرور وتوقيتات الإشارات.
الخطوات الأساسية للعملية:
تحليل البيانات: يتم جمع البيانات من عدة مصادر لتحديد أنماط حركة المرور ومواعيد الذروة.
تطوير النموذج: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتفسير البيانات وتقديم توصيات بشأن تحسين إعدادات إشارات المرور.
التنفيذ: يُراجع مهندسو المرور التوصيات وينفذون التعديلات اللازمة على إشارات المرور، مما يؤدي إلى تحسين تدفق الحركة.
نتائج التنفيذ والتأثير
لقد تم نشر مشروع الضوء الأخضر في أكثر من 12 مدينة حول العالم، بما في ذلك بنغالورو، بوسطن، ريو دي جانيرو، وسياتل. وقد أثبت المشروع فعاليته في تقليل حركة المرور المتقطعة بنسبة تصل إلى 30%، وخفض الانبعاثات عند التقاطعات بنسبة تصل إلى 10%. كما يشير النجاح إلى فوائد بيئية ملحوظة، مع تحسينات ملموسة في الوقت الذي يوفره السائقون وتخفيض استهلاك الوقود.
النتائج الرئيسية تشمل:
خفض الانبعاثات: تقليص الانبعاثات بنسبة تصل إلى 10% عند التقاطعات.
تحسين تدفق المرور: تقليل حركة المرور المتقطعة بنسبة تصل إلى 30%.
توفير الوقت والوقود: تحقيق مكاسب كبيرة في الوقت الذي يوفّره السائقون وانخفاض استهلاك الوقود.
التعاون مع ولاية كاليفورنيا وأثره
في تطور ذي صلة، تتعاون جوجل مع ولاية كاليفورنيا لتطوير حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة حركة المرور والتوجيه الضريبي وسلامة الطرق. هذه الشراكة تشمل شركات تكنولوجيا كبرى مثل OpenAI وAmazon وAnthropic. يتم اختبار الأدوات الجديدة على مدار 6 أشهر من قبل موظفي الولاية، مع التركيز على الابتكار بدلاً من الربح.
أهداف الشراكة:
مشروع الضوء الأخضر
تحسين الخدمات العامة: استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الخدمات.
الابتكار: تقديم أدوات مبتكرة من دون التركيز على تحقيق أرباح قصيرة الأمد.
الفعالية: تحديد الأدوات الأكثر فعالية لتحسين الأداء في ظل قيود الميزانية.
يُعد مشروع 'الضوء الأخضر' من جوجل مثالاً بارزاً على كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي لتحسين البنية التحتية الحضرية، وزيادة كفاءة التنقل، وتحقيق أهداف بيئية. من خلال الاستفادة من البيانات المتقدمة والخوارزميات، يساهم المشروع في تحقيق تحسينات ملموسة في حركة المرور، مما يجعله خطوة هامة نحو المدن الأكثر استدامة وكفاءة.
