تحديات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية: بين الضرورة البيئية والفرص الاقتصادية


تحذير عالمي من تزايد النفايات الإلكترونية ودعوة للتصدي بحزم لتحديات إعادة التدوير

السبت 04 مايو 2024 | 02:55 مساءً
النفايات الإلكترونية
النفايات الإلكترونية
فهد السليماني

النفايات الإلكترونية تتزايد بمعدلات مقلقة، فتحوّلت إلى تحدي بيئي واقتصادي عالمي. وفقًا لتقرير مراقبة المخلفات الإلكترونية العالمية 2024، يشهد العالم تسارعا في إنتاج هذه النفايات بمعدل يتجاوز خمس مرات ما كان عليه في الماضي. وتُظهر الأرقام ارتفاعا كبيرا في حجم النفايات، حيث ارتفع من 34 مليون طن متري في عام 2010 إلى 62 مليون طن متري في عام 2022.

مع هذه الزيادة الكبيرة في توليد النفايات الإلكترونية، يثير التقرير قلقًا بشأن قدرة العالم على التعامل مع هذه الأعباء البيئية بشكل فعال. فالتدوير الحالي لم يواكب نمو حجم النفايات بنفس الوتيرة، حيث زادت نسبة إعادة التدوير فقط من 8 ملايين طن متري إلى 13 مليون طن متري خلال فترة مماثلة.

معدلات إعادة التدوير المنخفضة تشكل تحديًا كبيرًا في إدارة النفايات الإلكترونية، حيث تحتوي هذه النفايات على مواد ذات قيمة عالية لكن تكلفة استخراجها وإعادة تدويرها تفوق قيمتها. وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، يبلغ مجموع القيمة المالية للمعادن الموجودة في النفايات الإلكترونية التي تم إنتاجها في عام 2022 حوالي 91 مليار دولار.

إلى جانب المخاوف البيئية، تنطوي مشكلة النفايات الإلكترونية أيضًا على ضياع موارد قيمة. فالأجهزة القديمة تحتوي على مواد نفيسة مثل الذهب والفضة والنحاس، التي يمكن استخراجها واستخدامها مرة أخرى في صناعة الأجهزة الجديدة، مما يقلل من الحاجة إلى استخراج الموارد الطبيعية.

من المهم أن تتخذ الحكومات والشركات والمجتمع الدولي إجراءات فعالة لمواجهة هذا التحدي المتنامي. يتطلب ذلك تحسين عمليات إعادة التدوير وزيادة الوعي بأهمية إعادة تدوير الأجهزة القديمة بشكل صحيح. كما يجب تشجيع التصميم المستدام للأجهزة الإلكترونية لتقليل النفايات من المصدر.

ومع ذلك، فإن تحديات إعادة التدوير تتصاعد، حيث أقل من نصف الدول في العالم تمتلك سياسات متخصصة في إدارة النفايات الإلكترونية، مما يعرض العديد من هذه المواد الثمينة للضياع أو التخزين غير الآمن.

تظهر الأمثلة العملية، مثل تجربة فيتنام، كيف يمكن تحسين إدارة النفايات الإلكترونية بواسطة تنظيم وتشجيع عمليات إعادة التدوير الرسمية. في الوقت نفسه، يبرز التقرير الحاجة إلى زيادة الوعي بالمخاطر البيئية والصحية للنفايات الإلكترونية، بالإضافة إلى تعزيز الإجراءات التنظيمية لتعزيز إعادة التدوير.

الاستثمار في تطوير عمليات إعادة التدوير الفعالة والمستدامة يمكن أن يسهم في تقليل الأثر البيئي للنفايات الإلكترونية، وفي الوقت نفسه، يمكن أن يوفر فرصًا اقتصادية جديدة ويعزز الاستدامة الاقتصادية والبيئية على المدى الطويل.

من الواضح أن هذا التحدي يتطلب جهودًا مشتركة من قبل الحكومات، والشركات، والمجتمع الدولي. ينبغي تشجيع التطور التكنولوجي في مجال إعادة التدوير وتعزيز التشريعات والسياسات التي تدعم الاستدامة والحفاظ على الموارد الثمينة الموجودة في النفايات الإلكترونية.

في نهاية المطاف، يتعين على المجتمع الدولي أن يتعاون بشكل وثيق للتصدي لهذا التحدي الملحّ، للحفاظ على البيئة والحد من الآثار السلبية للنفايات الإلكترونية على صحة الإنسان والكوكب.

النفايات الإلكترونية
النفايات الإلكترونية

اقرأ أيضا