المملكة والطاقة خيارات متعدده تحولها من مستهلك لمُصَدِّر للطاقة من منظور الاقتصاد السعودي


إنتاج الكهرباء فى المملكة

السبت 11 مايو 2024 | 10:54 مساءً
المملكة والطاقة ، خيارات متعدده تحولها من مستهلك لمُصَدِّر للطاقة
المملكة والطاقة ، خيارات متعدده تحولها من مستهلك لمُصَدِّر للطاقة
ثامر المالكي

بنمو الطلب العالمي على الطاقة وتسارع وتيرتة ، فإنه من المتوقع أن يصل إلى حوالي ثلث الطلب الحالي بحلول عام 2040 ونتابع معكم في موقعكم الاقتصاد السعودي أبرز القطاعات وأهم الأحداث في مجال الطاقة داخل المملكة .

النفط والغاز الطبيعي

سيشكل النفط والغاز الطبيعي حوالي 60% من مصادر الطاقة فى عام 2040 . ويصنف الغاز الطبيعي صاحب اكبر نمو من كل مصادر الطاقة الاخرى ، حيث سينمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بحوالي 65% فى عام 2040 كما من المتوقع ان يتخطى الفحم كمصدر الطاقة الاول في توليد الطاقة الكهربائية بالعالم .

الطاقة النووية

ومن المتوقع ان يشهد الطلب على الطاقة النووية ارتفاعاً قوياً فبعد ان شكلت الطاقة النووية حوالي 3% من اجمالى الإنتاج العالمي للطاقة فى عام 2010م ، وعن شركة اكسون ان هذه النسبة سترتفع إلى حوالي 9% بحلول عام 2040م ، وسوف يكون النمو الاكبر على الطلب على الطاقة النووية قادماً من آسيا .

الطاقة الشمسية والرياح والوقود الحيوى

أما عن النمو فى توليد الطاقة المتجددة مثل : الطاقة الشمسية والرياح والوقود الحيوى ، فمن المتوقع ان يرتفع الى 4% من إجمالى الإنتاج العالمي للطاقة بعد ان كان 1% فى عام 2010 .

مستقبل خال من نقص امدادات الطاقة

ومما لا شك فيه أن الغاز الطبيعي والطاقة النووية والشمسية هي من المصادر التي ينظر إليها العالم بجدية بالغة في المستقبل ، وتسعى المملكة لزيادة حصة هذه الأنواع من مصادر الطاقة من الإنتاج السعودى للطاقة هو أمر استراتيجي وحيوي ، سيكون له الأثر الجيد فى مستقبل خال من نقص امدادات الطاقة ، وخصوصاً مع مضاعفة المملكة لقدرتها لتوليد الكهرباء في أقل من 7 سنوات من حوالي 60 ألف ميغاوات حالياً إلى 120 ألف ميغاوات في 2020م ، بسبب التصاعد الكبير فى الطلب على الكهرباء فى المملكة .

إنتاج الكهرباء فى المملكة

واستهلك إنتاج الكهرباء فى المملكة عام 2012م نحو 3.3 تريليون وحدة حرارية او ما يعادل 1.6 مليون برميل من النفط المكافئ يومياً ، بينما بلغت نسبة الغاز الطبيعي من هذا الوقود وبحسب هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج 46% ، و31 % من الزيت الخام ، و15% من الديزل ، و8% من زيت الوقود ، وفي حال ما تم مضاعفة قدرة توليد الكهرباء فى عام 2020م فانه من المتوقع ان يصل الطلب على الوقود لتوليد الكهرباء فى المملكة بعد 6-7 سنوات الى حوالي 3 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً ، مما سيزيد الطلب على الكهرباء 9 في المائة سنوياً ، ويدل ذلك على ان المملكة استهلكت وسوف تستهلك كميات هائلة من ثرواتها الاحفورية الناضبة من غاز ونفط ، ولذلك توجب ايجاد بدائل معقولة لانقاذ النفط الخام من حرقه لتوليد الكهرباء .

مدينة الملك عبدالله للطاقة الذريةمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية

مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية

ويعد إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة كان أحد الحلول لرسم بدائل عن الطاقة الاحفورية ، ومما لا شك فيه ان الطاقة الشمسية هى أحد أفضل الحلول من الناحية النظرية ، ولكنها تصطدم بواقع صعب من ناحية الجدوى الاقتصادية وارتفاع تكاليف الانشاء والصيانة وحتى حصتها الحالية في انتاج الطاقة بالعالم أقل من 1% وقد ترتفع الى 2-3% بعد 15 سنة ، بينما الطاقة النووية فهي محل تجاذبات متعددة ، لأنها تثير الجدل والرعب فى آن واحد ، فلا يمكن لاحد ان ينسى ما حدث فى فوكوشيما وتشرنوبل ومجرد وجود احتمال وقوع كوارث نووية تجعلنا نتجنبها ونفكر جدياً بغيرها ، ولكن ظروف فوكوشيما لا تشابه الظروف المناخية والجغرافية للمملكة ، ونظراً للتقدم التكنولوجي والحداثة في المعدات والمنشآت بات الوضع آمن عن ذي قبل ، وفى نفس الوقت يجب ان ننظر الى الاحصائيات التى تقول ان العالم سيستخدم الطاقة النووية فى توليد 9% من طاقته فى عام 2040م ، كما يجب عدم تجاهل التجارب الناجحة في هذا المضمار ، فالدول الأوروبية نجحت فى الاستفادة من الطاقة النووية رغم وجود عيوب فى التخلص من الوقود النووى المستهلك .

على الصعيد العربي 

وعلى الصعيد العربي فإن دولة الامارات قريبة جداً من ان تكون اول دول عربية تستفيد سلمياً من الطاقة النووية ، ولقد أوكلت الى مجموعة من الشركات الكورية الجنوبية بعمل كل شيء لإنتاج الطاقة بتكلفة تفوق 40 مليار دولار ، ولا شك ان الطاقة النووية تساعد حتى الدول الصغرى وغير المتطورة فى توليد الطاقة وعلى سبيل المثال تولد سلوفاكيا 53% من طاقتها وسلوفينيا تولد 36% من طاقتها وارمينيا 27% من طاقتها ، باستعمال المحطات النووية ، بالاضافة الى وايران وباكستان والارجنتين ورومانيا ، مما يبرز ويوضح أن العملية ليست مستحيلة ، وانما تحتاج فقط الى ثقافة جادة ومتقيدة بعوامل السلامة ، ولا ننسى أننا شيدنا مصافي كبيرة ومصانع غاز ومصانع بتروكيماويات واكبر محطات تحلية مياه فى العالم ، وكانت الحوادث لدينا تكاد لا تذكر ، ودائماً نفتخر بمعدلات السلامة المرتفعة في كل من ارامكو وسابك ومحطات التحلية .

المحطات النووية الصغيرةالمحطات النووية الصغيرة

المحطات النووية الصغيرة

ومع الارتفاع الكبير للطلب على الطاقة فى المملكة ، والتوفر المحدود للغاز الطبيعي ، والذى لايستطيع ان يولد كل الطاقة فى المملكة ، خاصة وهو يساهم ايضاً بالصناعات البتروكيماوية ، لذلك قد يكون الحل في تبني فكرة إقامة المحطات النووية الصغيرة ، والتى يسهل السيطرة عليها والتحكم بها .

كما أن هذه المحطات من المفاعلات النووية الصغيرة تستطيع ان تولد ما كميته 300 ميغاوات ، وهى ذات تكلفة اقل وتحتاج الى مساحات اقل .

خطة الطاقة الشمسية 2030

بعد إطلاق مشروع خطة الطاقة الشمسية 2030 في السعودية أثار ذلك اهتمام عدد من خبراء الطاقة في العالم ، خاصةً بعد إعلان المملكة عن عزمها إنتاج 200 غيغاواط من الطاقة الشمسية عام 2030 ، مؤكدين أن هذا المشروع نقله نوعية للمملكة من دولة متقدمة في تصدير النفط إلى دولة لتصدير الطاقة المستدامة ، وذلك نظير ما تمتلكه من مقومات طبيعية تؤهلها لتأسيس صناعات صديقة للبيئة من خلال طاقات  الشمس والرياح وحبّات الرمال الغنية بمادة السيليكا .

أهداف المشروع

وتتوافق أهداف المشروع مع توقعات وكالة الطاقة الدولية في أن تكون الطاقة الشمسية أكبر مصدر للطاقة في العالم بحلول 2050 ، وكذلك مع استراتيجية رؤية المملكة 2030 الهادفةإلى تنويع الاقتصاد الوطني ، وتحفيز الاستثمارات والصناعات غير النفطية ، بالإضافة إلى تقليل سعر تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية ، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية لأبناء وبنات الوطن ، منها 100 ألف وظيفة في مشروعات الطاقة الشمسية وحدها .

مشروع القرية الشمسية مشروع القرية الشمسية

وتعود إستفادة المملكة من الطاقة الشمسية إلى ما قبل 38 عاماً مضت ، عندما دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، عام 1980 - في الوقت الذي كان فيه أميراً لمنطقة الرياض - محطة أبحاث مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالعيينة ، والتي تعد أولى المحطات العلمية والإنتاجية للمملكة المعروفة باسم  لتوفير الكهرباء بقدرة 350 كيلوواط إلى كل من العيينة والجبيلة والهجرة المحاذية للرياض ، وهي أول محطة طاقة شمسية في المملكة نشأت بشراكة سعودية أميركية لإنتاج 350 كيلوواط من خلال استخدام المجمعات الكهروضوئية المركزة ، مما جعلها تصبح نواة لجهود وطنية بحثية متطورة في تقنيات الطاقة المتجددة ، وبخاصة أبحاث الطاقة الشمسية .

وبعد تلك التجربة تحوّل الاهتمام الوطني بالطاقة الشمسية عبر سنوات متعاقبة إلى منظور اقتصادي تمثّل في إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين ، لتحلية المياه بالطاقة الشمسية عام 2010 التي وصفت بأنها أكبر مشروع لتحلية المياه في العالم ، تم على ثلاث مراحل في مدينة الخفجي أقصى شمال شرقي المملكة .

وأشاد الأمير الدكتور تركي بن سعود ، بجهود معهد بحوث المياه والطاقة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، إذ يقوم بإجراء الكثير من البحوث للتوصل إلى حلول تقنية مبتكرة لإنتاج الطاقة الشمسية بكفاءة اقتصادية عالية ، واستغلال مصادر الطاقة مع حماية البيئة من نتائج استخدامها ، وإيجاد مصادر بديلة للطاقة عن طريق تطوير تقنيات تخزين الطاقة المتجددة ، وأن المعهد يقدم حلول توفير الطاقة للمناطق النائية ، ويعمل على تحسين تقنيات الطاقة لتلائم الظروف البيئية القاسية في المملكة ، علاوة على إجراء الكثير من البحوث في مجالات الاحتراق والمحركات ،  وتطبيقات البلازما ، وخلايا الوقود والبطاريات ، وتقنية السيارات

وتابع سيادته أنه في عام 2010 أنشأت المدينة أول خط إنتاج للألواح الشمسية بطاقة إنتاجية قدرها 14 ميغاواط لكل سنة ، وتم الحصول على شهادة الأيزو 9001 لتطبيق معايير إدارة الجودة في المصنع ، كما تم تأهيل المنتج والحصول على الاعتماد الدولي لأداء وسلامة المنتج ، بينما في عام 2016 بنت المدينة خط إنتاج بسعة 100 ميغاواط في السنة بأحدث الوسائل الأوتوماتيكيّة التي تستخدم في العالم لإنتاج الألواح الشمسيّة العالية الجودة . 

البرنامج الوطني للطاقة المتجددة

والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة هي مبادرة استراتيجية تحت مظلة رؤية المملكة 2030 ومبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة ، ومن خلالها يستهدف البرنامج زيادة حصة المملكة من انتاج الطاقة المتجددة إلى الحد الأقصى .

مبادرات المملكة في مجال الطاقة 

وقامت المملكة بالعديد من المبادرات في هذا المجال حيث حرصت على إنشاء 

1 - مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة REPDO

تم إنشأة تحت وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في عام 2017 , وذلك لتحقيق أهداف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة تماشيا مع رؤية المملكة 2030 .

2- مشروعي دومة الجندل وسكاكا

أطلقت المملكة  بنجاح مشروعين للطاقة المتجددة في منطقة الجوف شمال المملكة في 2018 :

مشروع سكاكامشروع سكاكا1 - مشروع سكاكا 

 وهي محطة طاقة شمسية كهروضوئية تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجا وات ، ومنحت إلىACWA Power ، وبدأت في نوفمبر 2018 ، ويشغل مساحة تزيد عن ستة كيلومترات مربعة ، وهو أول مشروع ضمن سلسلة من مشاريع الطاقة المتجددة التي تم إطلاقها في إطار البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الذي يسعى إلى إنتاج 58.7 جيجا واط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 .

محطة دومة الجندلمحطة دومة الجندل2 - مشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح

 يعتبر من نوعه الاول في المملكة العربية السعودية والأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ميجاواط .

اقرأ أيضا